غزة/ سماح المبحوح:
عبر مواطنون من قطاع غزة عن رفضهم القاطع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر ودول أخرى، مشددين في الوقت ذاته على ثباتهم وتجذرهم في أرضهم وعدم الرحيل عنها، رغم حالة الدمار التي حلت به بفعل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
وأكد هولاء في أحاديث منفصلة مع « الاستقلال» على أن الموت أهون عليهم ألف مرة من الرحيل والهجرة ، مبدين استعدادهم لمواجهة التحديات كافة من أجل البقاء في وطنهم، مشيرين إلى أن ما فشل الاحتلال في تطبيقه بقوة السلاح لن تنجح في تحقيقه المؤامرات والخطط الخبيثة.
وأثارت مشاريع التهجير الطوعية والقسرية التي تحاك من قبل الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، موجة غضب واستياء كبيرين بين السكان، وردود فعل عربية ودولية رافضة لخطط ومقترحات ترامب.
وكان نتنياهو قد صرح في لقاء مع قناة إسرائيلية من واشنطن أول أمس، أن السعودية بإمكانها إقامة الدولة الفلسطينية على أراضيها فهم لديهم «الكثير من الأراضي»، في تعليق منه على تمسك المملكة بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ومؤخرا، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي بإيتمار بن غفير بتسريع تنفيذ خطة «الهجرة الطوعية» للفلسطينيين من غزة، ورغم موافقته على تأجيل مناقشة قانون التهجير لمدة أسبوع واحد فقط، شدد على ضرورة البدء فورًا بتنفيذ الإجراءات.
وقبل أيام، قال عضو الكونغرس الأمريكي تيم بورشيت في تصريحات اعلامية لشبكة سي إن إن :» يجب إضافة بلاده إلى قائمة الأماكن التي سيتم إعادة توطين الفلسطينيين فيها»، وذلك تعقيبا على تصريح رئيس بلاده دونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على قطاع غزة.
وكان ترامب قد دعا إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وقال أثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي- إن الولايات المتحدة ستسيطر على القطاع، ثم عاد ليؤكد أن إسرائيل «ستسلم» غزة إلى الأميركيين بعد انتهاء القتال لتنفيذ خطة تنمية، حسب تعبيره.
وكان ترامب زعم أن عدة قادة دول تواصلوا معه ورحبوا باستقبال سكان غزة، دون الكشف عن هويتهم.
وخلافا للفكرة التي سوقها ترامب، عبرت الدول العربية كافة عن رفضها مخططه جملة وتفصيلا، حيث أعلنت كل من مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة رفضها المساس بحقوق الفلسطينيين.
فيما نددت الجامعة العربية «بانتهاك القانون الدولي» مشيرة إلى أن مشروع تهجير الفلسطينيين مرفوض عربيا ودوليا.
والخميس الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس:» إن الدول، بما في ذلك إسبانيا وأيرلندا والنرويج، التي انتقدت تصرفات «إسرائيل» خلال 15 شهرا من الحرب في غزة، ملزمة قانونا بقبول الفلسطينيين الراغبين في دخول أراضيها «وإلا فإن نفاقهم سوف ينكشف».
ستفشل ولن تتحقق
المواطنة أحلام عودة من شمال قطاع غزة عبرت عن رفضها الشديد لمشاريع الهجرة الطوعية والقسرية التي تحاك لسكان قطاع غزة من قبل الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، مشددة على بقائها في القطاع وعدم رحيلها منه مها كلفها ذلك من ثمن.
وقالت الثلاثينية عودة لـ»الاستقلال» إن جميع مشاريع التهجير لم ولن تتحقق وستفشل، جميعا، وسنبقى متجذرين بأراضينا وبيوتنا، متحدين بذلك من يقف في طريق إعادة بناء القطاع وتطويره».
وأضافت:» لا أمريكا ولا الاحتلال يحق لهم تقرير مصيرنا كشعب صامد بأرضه وبيته، وتحمل ويلات الحروب والتجويع والقتل والتشريد».
وشددت على أن حبها لقطاع غزة الذي ولدت وترعرت فيه حتى تزوجت وأنجبت لم ولن يتغير حتى مماتها.
رفضه الشديد
ومن شمال القطاع لجنوبه، أبدى الشاب محمود حنون كما سابقته رفضه الشديد لمشاريع التهجير التي يحاول الرئيس الأمريكي والحكومة الإسرائيلية تنفيذها ضده وضد جميع سكان قطاع غزة.
وقال حنون لـ «الاستقلال» إنه على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يمر بها قطاع غزة قبل حرب الإبادة الإسرائيلية الطاحنة لم يفكر بالهجرة والبحث عن عمل خارجها لتحسين وضعه، مشددا على رفضه كذلك الهجرة مع ازدياد الأوضاع سوءا بعد الحرب التي استمرت على مدار 15 شهرا.
وأشار إلى أنه سيعمل على فتح مشروعه الخاص لتحسين ظروفه الاقتصادية، ويتمكن من إثبات رفضه لكافة الضغوط والعراقيل التي يقوم بها الاحتلال بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية للعمل على دفع الشباب للهجرة الطوعية من القطاع.
لن تتكرر الهجرة
بدورها، تشجع الستينية أم حسين أولادها وأحفادها للبقاء في قطاع غزة ورفض مشاريع التهجير كافة، وعدم الانصياع لمخططات الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية. وأكدت أم حسين لـ»الاستقلال» أن مخططات الهجرة التي حدثت في العام 48 مع الآباء والأجداد في الداخل والشتات لن تتكرر مع الجيل الحالي وأجيال المستقبل.
وأشارت إلى أن فكرة الهجرة بحد ذاتها مذلة ومهينة، قائلا:» اللي بطلع من داره بنقل مقداره، فجميع البلاد لم ولن تكون بديلا عن فلسطين والقطاع خاصة».
وأضافت:» دايما بشجع أولادي وأحفادي للبقاء بإصرار في غزة وعدم الرحيل منها، حتى لو عاشوا في مخيمات وخيم».
غزِّيون ردًا على ترامب ونتنياهو: الموت أهون علينا ألف مرة من الرحيل
![غزِّيون ردًا على ترامب ونتنياهو: الموت أهون علينا ألف مرة من الرحيل](https://alestqlal.ps/thumb.php?src=./admin-assets/uploads/imgnews/2025/02/10/3b02355d36f15674d887c8850f4a885a.jpg&size=750x400)
تقارير وحوارات
التعليقات : 0